شكو ماكو

عندما كنا صغارا سمعنا ان طالبا عراقيا يدرس في امريكا اربك الكمبيوتر ذات يوم عندما وضع فيه سؤالا يقول شكو ماكو فاذا بالكمبيوتر يرتبك ولايجيب كما انه يظهر بيانات مبهمه .في ذلك الوقت لم افهم المقصود وحسبتها مبالغه عراقيه كما هي العاده في التراث العراقي الذي يزخر بالمبالغات . غير انه في الواقع لم تكن القصه اسطوريه ولا حتى مبالغ فيها . ذلك ان القصه كانت كما يلي جاء الطالب العراقي وكتب على كشاف الكمبيوتر شكو ماكو وبما ان هذه الكلمه كانت غريبه على بيانات الكمبيوترفي ذلك الوقت فقد اجاب الكشاف ان لا معلومات حول شكو ماكو. وبما ان الطالب العراقي كان شديد الاعتزاز بلهجة بلده فقد ابلغ زملائه الامريكيين ان حاسوبهم فشل في الاجابه على السؤال العراقي . ولكنك اليوم عندما تضع كلمة شكو ماكو على كشاف غوغل ستظهر لك عشرات المواقع والبرامج تحت هذا العنوان البالغ التاثير في الذاكره وفي الموروث الشعبي العراقي . وفي احد المواقع على الشبكه العالميه يسال مواطن عربي ان كان اي شخص عراقي يستطيع شرح المقصود ب شكو ماكو . ولان ابناء العراق موجودون في كل موقع يجيب احدهم . ان هذا هو السؤال العراقي المتداول يوميا وعلى لسان كل عراقي عند اول لقاء يتم بينه وبين عراقي اخر . ومعناه ماهي اخر التطورات وعلى كافة الاصعده او ماهي المستجدات بكل اشكالها التي تهم العراقي سواء شخصيه او عامه . وقد اخذ مفهوم كلمة شكو ماكو في التطور كثيرا حتى بعد سقوط الماضي ليدخل باب الاساطير والخرافه التي عجنت بكثير من الحقائق واصبحت له علاقه مع الامريكيين فها هو بوش يسال احد القاده انه كيف يعرف العراقيون خططنا السريه حتى قبل ان ننفذها .فيجيب القائد انهم لديهم حاسة الشكو ماكو التي يستطيعون بواسطتها سبر المستقبل والخفايا . وتمضي الاسطوره قائلة ان الرئيس بوش جاء الى العراق متنكرا بزي عربي كما نصحه احد مستشاريه مرتديا العقال والغتره والصايه . وعندما التقى بوش اول عراقي ساله شكو ماكو فاجاب العراقي والله يقولون ان بوش هنا في بغداد .في الختام يبقى سؤال مهم هل سيلجا بوش ومستشاريه الى الشكو ماكو لمعرفة كيف ومتى سيوقع العراقيون على الاتفاقيه الستراتيجيه مع امريكا